المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف قصص قصيرة

وسيكون عليك أن تكون ممتنا!!!!

  الأقارب تمازج غريب ومثير للحيرة كما هو مثير للدهشة، اجتماع كل ذلك الكم من أعمار المختلفة والشخصيات المتنوعة في مكان واحد، حيث تكون العائلة كبيرة يكون عليك أن تعيش أكثر اللحظات غرابة وطرافة في الحياة ، هنا عندما يلتقي الكل تكون ساحة للصراع للمنافسة للحب وللود أيضا، كما تكون أرضا خصبة للأحقاد والضغائن. تعرف العائلة على أنها تجمع دموي قبل أن يكون بمنطق آخر، كصداقة، أو الأخوة، أو أي شيء آخر، منها شخصيات تحب الظهور تكون على الواجهة تراه يخطف الأنظار ، ويستفرد بالحديث، يكون محط سخط لغيره طبعا خصوصا ذلك الهادئ المتعالي، الذي لا يحشر نفسه في حوار لا يتسم بالرقي وبتبادل عادل لأطراف الحديث، فيما يرى غيره أنه شخص ممل، بالمقارنة مع الشخصية الحاكمة، إلى أنه من أكثر أشخاص طيبة ومودة، وإطلاع وحكمة، يتسم البعض بكونه حياديا في كل شيء في أرائه في طبعه في لباسه وأكله حتى تتسم حياته بالحادية، لا ترى له انجازا سيئا ولا حتى ايجابيا ، يكون دائما موجودا والكل يشعر به لكنه لا يقدم الكثير لكنه شخص محبوب غالبا، على النقيض نجد ذلك النقدي الدائم التشكي ثرثار بطبعه، ومستبد برأيه، لا يمكنه إمساك لسانه عن غ...

جازية (الجزء الأخير)

صورة
  خلال الأيام القادمة كانت الأم قد زفت إلى رجل أخر، وعاشت البنت في بيت العجوز، يتيمة دون يتم، تكفلت العجوز   بتربيتها كما يجب ونشئت البنت مدركتا لكل ما مرت به. شبت فتاة بارعة جمال، ورغم جمالها لم يكن لها من حض الحب غير القليل، وقد اختارتها أم احدهم زوجة لابنها، والكل يدري انه يحب ابنة عمه ويهيم في حبها، لكن الحكم صدر وما على العروسان إلا أن يقفلا باب الدار. كانت تعلم انه يحب غيرها ورغم ذلك كانت تكيد المكائد ليكون لها دون غيرها، أنجبت خلال عامها أول بنتا، ولكن حضها لم يكن بائسا كحظ أمها، فقد كانت عائلة زوجها لا تأبه لجنس المولود، وإنما تحتفي به أيما احتفاء فتقام الولائم فرحا بالمولود الجديد وحمدا على سلامة الأم، وخلال كل هذا لم يكن للرجل غير إطعام هذه الزوجة وكسوتها، ورعاية أبنائه الذين راحوا يزينون حياته كل ثلاث سنوات بشكل دوري وطبيعي . كانت جازية امرأة ذات حنكة ودهاء فقد جمعت حولها النساء من العائلة وغيرهن من الجارات، وصرن لها المحب الأمين لحبيبه، فكل أسرار تصب عندها دون أن تسعى إليها، وكل كاره لها يرعاه بحبها فيغد محبا رغما عنه، أو حتى إحراجا له. خلال كل هذا كانت جد...

جازية

صورة
  جازية خلال الأيام القادمة لن تكون فريدة امرأة كما كانت من قبل، بل امرأة اخذ منها الزمن كل شيء لكنه لم يمنحها شيئا بالمقابل، لو أنها أدركت ها هل كانت ستغير نظرتها للعالم يا ترى؟ ولدت ذات صباح تماما مع موعد الفجر فتاة جميلة بيضاء البشرة نقية وتشع كشمس الصباح، في ذلك المنزل المتواضع أين تزوج والدها من أمها في هذا البيت الصغير، حيث يقيمان بعد أن انفصلا عن العائلة الكبيرة. لم تمضي السعادة بهذه الطفلة الجميلة أكثر من هذا ولم يدم فرح أمها أكثر من أنها تخلصت من الحمل الذي كان بأحشائها بعد سنين من انتظار، وخلال الساعات التالية كانت العائلة تجتمع على اختيار اسم للفتاة الصغيرة، لم يكن لأحد الحق في اختيار اسم لها طبع غير الجدة، وسميت جازية على اسم جدتها لأبيها. خلال الأشهر التالية راحت الفتاة تنهل من صدر أمها و لا تشبع، ربما أدركت بصفتها الملائكية أنها لن تبقى طويلا في حجر أمها، وقد ثبت ذلك، فخلال الأيام التالية كانت أمها مطلقة من أبيها لأسباب لم يصرح بها رغم أن الكل يعلمها. فالبكر بنت و الأب لم يرضى بأقل من صبي يزين فراشه الأول، اجل كان عليها أن تنجب صبيا هكذا بكل بساطة لما اختارت...

راعي الإبل ( الجزء السابع)

صورة
  راعي الإبل ( الجزء السابع) سكن الألم في قلب سوده وهي التي تعلقت روحها به، لن تكون بحاجة إلى التوسل للذهاب في أيام التي تغدوا زوجة لياسين، فعائلته تّذهب إلى البستان بشكل دوري فتمضي اليوم كله هناك، لكن فكرة أنها لن تستمتع بالمكان بحرية، وقد اجتمعت العائلة بأسرها، كانت هذه الأفكار لا تبرح عقلها، ربما ضنت لآله مريم أن ابنتها قلقة بشأن الزواج،  لكنها لم تكن بالقدرة الكافية لتمنح عقلها وقلبها لياسين أكثر من انشغالها ببستان أبيها. مازالت غضة ونقية لا تعرف إلى مشاعر سبيل، فتاة نقية عاشت في كنف العزوف والكتمان، الكتمان الذي لم يعلمها يوما معنى الحب، أو اشتياق حتى، فلم تغب عن ناظر والديها ولا مرة، لم تدرك حتى بسذاجتها التي خالطت الغباء في نظر البعض، حتى أن نسوة أشرن إلى لآله مريم بأن تمنع ابنتها عن البستان فهي لا تنظر إلى الحياة نظرة امرأة ناضجة، كانت هذه إحدى أخطائها التي أوقعت بعبدو في شباك حبها . غريب كيف للحياة أن تقسم أدوار بشكل غير عادل في ظاهره، كن النسوة يكثرن من قيل والقال في خبر خطبة سوده لبيت الحاج عمار، ولم يغب عنهن استصغار وتحقير استحقاق سوده لشاب مثل ياسين، كان أغل...

راعي الإبل (الجزء السادس)

صورة
  راعي الإبل (الجزء السادس) عندما عادت سوده إلى بيتهم سألت أمها عن خبر الخطبة، وسردت عليها ما جاء على لسان العروس،   والتي هي إحدى قريبات عائلة الحاج عمار، فما كان من لآله مريم غير إخبار ابنتها بحقيقة خطبتها من ياسين ابن الحاج عمار، وأن أباها قد وافق على الزواج ، وسترد على أهل العريس   بخبر إيجاب عما قريب كان على الأم أن تغدوا إلى بيت الحاج عمار   بعد أيام من العرس فقد كان خبر خطبة سوده وياسين قد بات سيرة أهل البلدة لهذه الأيام. لم يقع الخبر على سوده موقع الفرح مثلها مثل قريناتها، كما لم يكن بالخبر السيئ أيضا، إنما هي لم تحب رجلا ولا تعرف للحب طريقا، وربما لم تفكر يوما فيما كان سيكون عليه رجلها، ربما لهذا، لم تعترض على الخطبة كما لم توافق عليها بقراره نفسها. لن يخفى خبر كهذا طويلا على عبدو، وقع عليه سماع الخبر اشد مما كان يعتقد، فغدا إلى أمه يسرع الخطى   و راح يؤنبها لأنها تقاعست عن خطبتها، فتهما بعدم رغبتها بمشاركة سوده لحياته، كان انفعاله قاس، كما كان عليها أيضا لم تعتقد بسذاجتها وطيبتها التي لا تفرق عن السذاجة في شيء، أن لآله مريم كانت تماطل في أمر الخ...

راعي الإبل (الجزء الخامس)

صورة
  راعي الإبل (الجزء الخامس) ياسين ابن الحاج عمار، شاب في ريعان الشباب، ولد لأبيه بعد أربعة من إخوانه، نال حظه من ثراء أبيه الذي عرف به في البلدة، درس خلال سنواته أولى بالمدرسة وتعلم القراءة والكتابة لكنه رغم حرص أبيه على تعليمه لم ينهي دراسته مثله مثل باقي شباب البلدة، حيث أن السعي وراء لقمة العيش كان هاجسهم الأول ولم تكن الدراسة ذات اهتمام كبيرة بالنسبة لهم، ولم يكن ياسين استثناءا إنما رغم نعمته التي يعرف به والده، عمل بجد على كسب قوته رفقة إخوته بأرض أبيه فكانت تدر عليهم ثروة تعتبر مصدر حسد لباقي البلدة. عرف له جمال بين أقرانه جعله محط نظر فتيات البلدة، فكن يتوددن إليه بلطف وحرص من ألسنت الناس، كان شعور الزهو طاغيا عليه إزاء ذلك لكنه من بين كل بنات البلدة لم يختر غير تلك الفتاة البارعة في الجمال التي لم تنظر إليه يوما، فعزم على أن تكون هي زوجته ورفيقة دربه، لم يكن يحبها إنما هو شعوره بالحقد الدفين في قلبه جعله يختارها هي من بين الجميع. طبعا لم تكن سوده هي أجمل نساء البلدة ولكن عزوفها عن هوس قريناتها، لفت إليها نظر الفتيان، لم يرد ياسين يوما سوده لكنه مزال يذكر يوم دفعته عنه...

راعي الإبل (الجزء الرابع)

صورة
  راعي الإبل( الجزء الرابع) في نهاية الأسبوع كانت سوده قد تجملت واستعدت لمرافقة أمها إلى عرس إحدى الفتيات من البلدة، وفي طريقهما إلى دار العرس التقت لآله مريم عيشة والدة عبدو فحيتها بود، بعد السؤال عن الحال وأحوال و القيل والقال على طول الطريق، وقبل أن يدخلوا  العرس سئلت عيشة لآله مريم عن حاجتها، فردت عليها بأنها مازالت تشاور زوجها، وهكذا فرت لآله مريم  من إحراج عيشة لها، وزادها سرورا لقاء نسوة من أهل بيت العرس، فرحن يسلمن عليهن وكان لزاما على عيشة ألا تخوض في الأمر. لم يرق تماطل لآله مريم في رد خبر  لعيشة، لكنها فكرت بتأني وقررت أن تصبر عليها قليلا بعد، أما سوده التي لم يرقها تهامس أمها وعيشة شغلت نفسها عن أمر بلقاء رفيقاتها بالعرس فجلسن بطرف الحوش ورحن يتبادلن أخبار، فلم يكن لفتيات بعمرهن غير تبادل أخبار خطبة فلانة وقرب زواج فلانة، أما وإن دخلت العروس، انشغلن عن أمر  بما ارتدته وما قيمة زينتها، عن أخر عروس حضرن عرسها. عندما دخلت ضاربات البندير، وهن نسوة امتهن الغناء على إيقاع البندير والطبلة فكان ذلك مصدر دخلهن، ومتعة كل عرس، فكن إن دعينا لعرس بلغ الغناء ...

راعي الإبل (الجزء الثالث)

صورة
  راعي الإبل (الجزء الثالث) مضت الأيام و لآله مريم لم تفصل في خطبة ابنتها من راعي الإبل، حتى أنها لم تخبر أحد بما حدثتها عيشة، وكانت تأجل إخبار زوجها يوما بعد يوم، في أحد أيام وذات ضحى طرق باب الخشب لفناء الدار، ومضت سوده ففتحته، ومدت يدها للسلام لكن السيدة بالباب لم ترضى إلا وقد قبلتها على خديها وبالغت في ضمها وتعبير عن عزها لسوده، وكن نسوة برفقتها يشيعن بينهن ابتسامة بلهاء بشكل غريب، رحبت سوده بضيوفها ومدت الفراش وراحت تنادي على أمها. لم يكن حضور الضيوف بشكل مفاجئ هكذا بشيء غريب على سكان البلدة، وإنما لطالما علمنا بناتهن حسن الضيافة واستعداد لقدوم أي ضيف في أي وقت، فكن يستيقظن باكرا، فيلملمن الدار ويكنسنها، وينفضن الفرشة، ويعددن   الشاي لتقديم في أي حين، وأما إن حضر ضيف وأطال القعود فيعد الطعام، وكان من عاداتهن سرعة البديهة وخفة اليد. فكانت إن أشارت الأم على ابنتها فهمت مقصدها فسارعت لتلبيته. جلست النسوة ورحن يسألن سوده عن حالها، أما سوده فقد بلغ منها الخجل والضيق حده، فلحسن حضها قدمت أمها وتسلمت عنها أطراف الحوار، فقامت هي إلى المطبخ تعد الضيافة وتنهي عن أمها ما تركته...

راعي الإبل (الجزء الثاني)

صورة
  راعي الإبل (الجزء الثاني) يا لا حظه اليوم إنها هنا تسير أمامه عائدة إلى البلدة، ليس غريبا أن تسيير   بنت في طريق الحقول والبساتين بمفردها لكن سيبدو غريبا للناس أن تسيير وقد سار إلى جانبها رجل ما أو احد شباب البلدة، لكن عبدو   لم يكترث للأمر،   وراح يسرع الخطى ليسير قريبا منها لقد كانت تراوده فكرة مجنونة بأن يحدثها لكنه أحجم عن الأمر خشية أن يثير خوفها وهلعها، وربما تشتكيه إلى أبيها، فيغدو وغدا في نظر الجميع ولن ترحمه السنة ناس وهو راعي ابن راعي. لكن ضجيج ابل جعلها تدرك قربه منها لذا أسرعت الخطى لتبتعد عنه، لم تكن سوده تأبه لما قد يقال عنها، لكن أيضا لم يكن ذلك يعني أن تعبث مع أي احد من شباب البلدة، ولا أن تسمح لأحدهم بالعبث معها، ولم يكن هو رغم رغبته الجامحة أن يعرضها للقيل والقال ، فأبطأ الخطى وتركها تختفي عن ناظريه. خلال الليالي لم تكن سوده تغيب عن فكره أبدا وكان لزاما عليه إيجاد حل لشوقه إليها، لم تكن فكرة الزواج أمرا مستبعدا إنما فكرة إيجاد المرأة المناسبة، هو ما يأرق باله، وهل ترضى سوده محبوبته، ووالدها أن تكون لرجل مثله، لراعي إبل يمضي يومه في الصحاري...

قصة قصيرة-الجامع-

صورة
كانت الشمس تشرق كل صباح على صياح ديك الجيران، كانت تململ في فراشها وتحاول أن تخلد  إلى النوم ولكن الواجبات التي تنتظرها كانت أقوى من إن تضل في فراشها، قامت من فراشها تحاول جاهدة أن تطرد النوم عن جفنيها، أدت صلاة الصبح شبه نائمة وتضرعت بالدعاء والتوسل. ارتدت حجابها وانطلقت نحو الجامع لتعرض لوحتها على طالب( الشيخ الحافظ للقرآن يتولى تحفيظ الصبية)، كان الصبيان والفتيات بالقرية، يستيقظن في الصباح الباكر بعد أذان الفجر، ويتجهون إلى الجامع لعرض ما حفظوه من آيات قرآنية على الطالب.  وقد كانت هي مثلها مثل قريناتها، تعثرت وهي في طريقها بشجيرات العقه التي كانت تنمو كثيرا في هذا المكان، كانت التربة الجافة المشبعة بالمياه بالأسفل أرضا خصبة لهذا النوع من الشجيرات كان السكان هنا يطلقون عليها اسم العقه ، كما كان ينمو نوع أخر يسمى بالحذاية أو الحذاي وهي شجيرة صغيرة الحجم، ذات أشواك حادة وصغيرة وكانت تنتشر في كل مكان. كان الظلام حالكا وهي في طريقها إلى الجامع لكن الغريب أنها لم تشعر يوما بالخوف منه، كان الظلام الذي يكسو الأشخاص مخيفا لها أكثر من ظلام الصبح ، فكانت لا ترتعد أوصالها خوفا ...

قصة قصيرة-راعي إبل-

صورة
                                  راعي إبل      كان يسوق إبله عائدا إلى الديار حين رآها تجلس تحت ضل النخلة، كانت جميلة ببشرتها الحنطية، وعيناها الواسعتين كفنجان قهوة، القهوة التي لم يشربها يوما، وربما لن يفعل، لرجل مثله كراعي للإبل التي تعود لأسياد البلدة ليس له الحق في الكثير عدى تحصيل لقمة العيش ليعيل والديه الطاعنين في السن، كان والده قد سبقه في هذه المهنة منذ نعومة أظافره ، صار باديا له أن عائلته تناقلت الفقر جيلا بعد جيل.      كانت تمد ساقيها النحيفتين في الرمل، يبدو أنها أنهت عملا شاقا فراحت تريح جسدها تحت ضل النخلة، كانت التمر ينتشر أسفل جذع النخلة و عراجين التمر هنا وهناك، ليس غريبا لعبدو الراعي أن يرى نساء البلدة وهن يجمعن محصول التمور وكل ما يتعلق به من قطع العراجين وتنظيف النخلة وإعدادها للفصل القادم.      لكن الغريب انه لم يسبق له أن رأى سوده هنا بالأرجاء، لم يسبق له أن رأى بالأحرى امرأة بهذا الجمال ولا تحتشم لدرء العيون عنها، سوده فتاة في م...

قصة قصيرة-مليكه-

صورة
                                                                مليكه مدت ساقيها في حوش الدار بعد أن ألقت فراشا على أرضية الهشة المصنوعة من الجبس، لتدفأ جسدها تحت أشعة الشمس وتمنع برودة الأرضية الرطبة من التسلل إلى جسدها الغض، امضت ساعات من الهدوء الذي لا يشوبه شيء وهي على هذا الحال. دخل ميلود من باب الخشب البالي، ألقى السلام وردت مليكه السلام وقامت تدس الفراش الذي افترشته لمدة ليجلس زوجها ميلود، وبخطى خفيفة أحضرت من المطبخ إناء الماء بعد أن وضعت إبريق الشاي على النار ، وضعت الإناء أمام سي ميلود وعادت إلى المطبخ لتحضر الشاي. كان سي ميلود زوج مليكه يحب شرب الشاي عند دخوله إلى الدار بعد يوم شاق أو حتى ساعات عمل شاقة خلال يومه الطويل، كان احد أعوان شيخ البلدية وكان أيضا فلاحا قد ورث الفلاحة من أبيه، ولكنه لم يرث الأرض التي أفنى عمره فيها كانت احد العطايا التي منحتها السلطات لرعاياها بغية تنمية الحياة الريفية. قسم سي ميلود يومه الطوي...

شقاء أرملة

صورة
 اليوم اخترت أن اشارككم قصة قصيرة، قصة لكل امرأة اختارت أن تكون امرأة كاملة، لا سراب على هيئة امرأة، على مدونة Sand Rose Pen بقلمي وردة الرمال. شقاء أرملة إن الفكرة الخلاقة في نفس الإنسان تنير في روحه الكثير مما قد لا يفكر فيه يوما، كان هذا حال مروان الصبي الشقي الذي ولد لامرأة رحل عنها زوجها وهي لا تدري حتى انه ترك لها شعلة تتقد يوما بعد يوم في أحشائها، فتدرك ذلك وقد أدركتها حسرة على نفسها و أكثر منه على ابنها هذا الذي لم يرى النور بعد.   راح يكبر وتستدير بطنها شيئا فشيئا، حتى وضعته ذات مساء بعد الغسق، بعد مخاض عسير، نظير الحسرة و الألم على فراق حبيبها، قتل زوجها على يد رجل وصف بالمجنون، و هو راجح العقل ثابت الخطى حين اضمر في نفسه قتل الرجل المسكين، يصفه الناس بالمجنون، ولكنه كان أعقل الناس فقد ارتكب الجرم وهو راغب لا محجم مدرك لا مجبر. وضعت مريومة، وقد أتخذ لها هذا الاسم من اسمها الحقيقي ألا وهو مريم، صبيا مشرقا صبوح الوجه و سمات، لا تفرق سماته عن أبيه، و كأنه لحسرة أمه وطول التفكير في زوجها الصريع راحت تسبغ كل لمحة في ذاكرتها وكل صورة على محيا الجنين في أحشائها، فقد ...