وسيكون عليك أن تكون ممتنا!!!!

  الأقارب تمازج غريب ومثير للحيرة كما هو مثير للدهشة، اجتماع كل ذلك الكم من أعمار المختلفة والشخصيات المتنوعة في مكان واحد، حيث تكون العائلة كبيرة يكون عليك أن تعيش أكثر اللحظات غرابة وطرافة في الحياة ، هنا عندما يلتقي الكل تكون ساحة للصراع للمنافسة للحب وللود أيضا، كما تكون أرضا خصبة للأحقاد والضغائن. تعرف العائلة على أنها تجمع دموي قبل أن يكون بمنطق آخر، كصداقة، أو الأخوة، أو أي شيء آخر، منها شخصيات تحب الظهور تكون على الواجهة تراه يخطف الأنظار ، ويستفرد بالحديث، يكون محط سخط لغيره طبعا خصوصا ذلك الهادئ المتعالي، الذي لا يحشر نفسه في حوار لا يتسم بالرقي وبتبادل عادل لأطراف الحديث، فيما يرى غيره أنه شخص ممل، بالمقارنة مع الشخصية الحاكمة، إلى أنه من أكثر أشخاص طيبة ومودة، وإطلاع وحكمة، يتسم البعض بكونه حياديا في كل شيء في أرائه في طبعه في لباسه وأكله حتى تتسم حياته بالحادية، لا ترى له انجازا سيئا ولا حتى ايجابيا ، يكون دائما موجودا والكل يشعر به لكنه لا يقدم الكثير لكنه شخص محبوب غالبا، على النقيض نجد ذلك النقدي الدائم التشكي ثرثار بطبعه، ومستبد برأيه، لا يمكنه إمساك لسانه عن غ...

راعي الإبل (الجزء الخامس)

راعي الإبل (الجزء الخامس)

 راعي الإبل (الجزء الخامس)

ياسين ابن الحاج عمار، شاب في ريعان الشباب، ولد لأبيه بعد أربعة من إخوانه، نال حظه من ثراء أبيه الذي عرف به في البلدة، درس خلال سنواته أولى بالمدرسة وتعلم القراءة والكتابة لكنه رغم حرص أبيه على تعليمه لم ينهي دراسته مثله مثل باقي شباب البلدة، حيث أن السعي وراء لقمة العيش كان هاجسهم الأول ولم تكن الدراسة ذات اهتمام كبيرة بالنسبة لهم، ولم يكن ياسين استثناءا إنما رغم نعمته التي يعرف به والده، عمل بجد على كسب قوته رفقة إخوته بأرض أبيه فكانت تدر عليهم ثروة تعتبر مصدر حسد لباقي البلدة.

عرف له جمال بين أقرانه جعله محط نظر فتيات البلدة، فكن يتوددن إليه بلطف وحرص من ألسنت الناس، كان شعور الزهو طاغيا عليه إزاء ذلك لكنه من بين كل بنات البلدة لم يختر غير تلك الفتاة البارعة في الجمال التي لم تنظر إليه يوما، فعزم على أن تكون هي زوجته ورفيقة دربه، لم يكن يحبها إنما هو شعوره بالحقد الدفين في قلبه جعله يختارها هي من بين الجميع.

طبعا لم تكن سوده هي أجمل نساء البلدة ولكن عزوفها عن هوس قريناتها، لفت إليها نظر الفتيان، لم يرد ياسين يوما سوده لكنه مزال يذكر يوم دفعته عنها حينما اقترب منها وهو يضمر في نفسه سوءا، لم يكن قد فكر يوما أنه سيقدم على هذا لكن رأيتها وهي تغسل شعرها ببستان أبيها يومها ، كان فوق احتماله، كانت تغطس شعرها الطويل أشقر  في حوض صغير للماء سقي فتستمتع بغسله تحت ضلال النخيل ، ربما كان خطا سوده أنها استغرقت في ذلك وقد نست أن تنتبه حولها،فلم يكن مكان منعدم أمان ، كما لم يكن أي تهديد حولها.

لقد كان خطأ ياسين لأنه اقتحم ارض السي جيلالي دون أن يصرخ عليه من خارج البستان، فقد عرف عن أهل البلدة حرصهم على ذلك ، وذلك لأن أغلب أهل البلدة كانت نسائهم ترافقهم إلى البساتين، لكنه يومها نسي أمر  ابنة السي جيلالي والتي يعرف الكل أنها لا تعزف عن أرض أبيها ولا يوم واحد.

صدته سوده عنها بحنكة ولم يتبادر إلى ذهنها أن تخبر أحد عن أمر فضل ذلك سر بينهما، ضن ياسين بسذاجته القروية أن سوده تبادله بعضا من المشاعر إعجاب والتودد،  فكان يلف في أوقات فراغه حول بستان أبيها ، لم يكن قد فكر في خطبتها يوما لكن رأيته لراعي ابل وهو ينظر إليها بتلك النظرة التي غرست سهام الغيرة في قلبه ، قد حركت به رغبة في امتلاكها هو دون غيره من الرجال، ولم يكن غريبا على ياسين أن يدرك أن راعي الإبل يهيم بحب سوده.

للمزيد من القصص القصيرة تابعونا على مدونة Sand Rose Pen.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الدشيشة الأكلة الصحراوية التقليدية المميزة لمنطقة ورقلة

لمحة عن كتاب-رواية ريح الجنوب- لعبد الحميد بن هدوقة

لمحة عن كتاب-رواية شيفرة بلال- للكاتب أحمد خيري العمري

لمحة عن كتاب-الروح المتحررة- للكاتب مايكل سينغر

لمحة عن كتاب-رواية منزل القردة-للكاتب جون فولرتون

لمحة عن كتاب-رواية صاحب الظل الطويل- للكاتبة جين ويبستر

راعي الإبل (الجزء الرابع)

راعي الإبل (الجزء الثالث)

راعي الإبل (الجزء الثاني)

قصة قصيرة-راعي إبل-