وسيكون عليك أن تكون ممتنا!!!!

  الأقارب تمازج غريب ومثير للحيرة كما هو مثير للدهشة، اجتماع كل ذلك الكم من أعمار المختلفة والشخصيات المتنوعة في مكان واحد، حيث تكون العائلة كبيرة يكون عليك أن تعيش أكثر اللحظات غرابة وطرافة في الحياة ، هنا عندما يلتقي الكل تكون ساحة للصراع للمنافسة للحب وللود أيضا، كما تكون أرضا خصبة للأحقاد والضغائن. تعرف العائلة على أنها تجمع دموي قبل أن يكون بمنطق آخر، كصداقة، أو الأخوة، أو أي شيء آخر، منها شخصيات تحب الظهور تكون على الواجهة تراه يخطف الأنظار ، ويستفرد بالحديث، يكون محط سخط لغيره طبعا خصوصا ذلك الهادئ المتعالي، الذي لا يحشر نفسه في حوار لا يتسم بالرقي وبتبادل عادل لأطراف الحديث، فيما يرى غيره أنه شخص ممل، بالمقارنة مع الشخصية الحاكمة، إلى أنه من أكثر أشخاص طيبة ومودة، وإطلاع وحكمة، يتسم البعض بكونه حياديا في كل شيء في أرائه في طبعه في لباسه وأكله حتى تتسم حياته بالحادية، لا ترى له انجازا سيئا ولا حتى ايجابيا ، يكون دائما موجودا والكل يشعر به لكنه لا يقدم الكثير لكنه شخص محبوب غالبا، على النقيض نجد ذلك النقدي الدائم التشكي ثرثار بطبعه، ومستبد برأيه، لا يمكنه إمساك لسانه عن غ...

راعي الإبل (الجزء الثالث)

 

راعي الإبل (الجزء الثالث)

راعي الإبل (الجزء الثالث)

مضت الأيام و لآله مريم لم تفصل في خطبة ابنتها من راعي الإبل، حتى أنها لم تخبر أحد بما حدثتها عيشة، وكانت تأجل إخبار زوجها يوما بعد يوم، في أحد أيام وذات ضحى طرق باب الخشب لفناء الدار، ومضت سوده ففتحته، ومدت يدها للسلام لكن السيدة بالباب لم ترضى إلا وقد قبلتها على خديها وبالغت في ضمها وتعبير عن عزها لسوده، وكن نسوة برفقتها يشيعن بينهن ابتسامة بلهاء بشكل غريب، رحبت سوده بضيوفها ومدت الفراش وراحت تنادي على أمها.

لم يكن حضور الضيوف بشكل مفاجئ هكذا بشيء غريب على سكان البلدة، وإنما لطالما علمنا بناتهن حسن الضيافة واستعداد لقدوم أي ضيف في أي وقت، فكن يستيقظن باكرا، فيلملمن الدار ويكنسنها، وينفضن الفرشة، ويعددن  الشاي لتقديم في أي حين، وأما إن حضر ضيف وأطال القعود فيعد الطعام، وكان من عاداتهن سرعة البديهة وخفة اليد. فكانت إن أشارت الأم على ابنتها فهمت مقصدها فسارعت لتلبيته.

جلست النسوة ورحن يسألن سوده عن حالها، أما سوده فقد بلغ منها الخجل والضيق حده، فلحسن حضها قدمت أمها وتسلمت عنها أطراف الحوار، فقامت هي إلى المطبخ تعد الضيافة وتنهي عن أمها ما تركته يطهى بالمطبخ، بذلك انقضت نفسها من حوارات النساء التي لم يكن لها فيها ضلع، اخذ الحديث حقه في مجلس نسوة فبادرنا إلى انصراف على أمل العودة في وقت لاحق، لكن ما أثار فضول سوده هو رغبتهن في إلقاء تحية الوداع عليها ولم يكن هذا مألوفا عنهن، فغادرن وهن يشددن على خبر يقين من أم سوده.

سألت سوده أمها عن خبر نسوة لكنها نهرتها وحذرتها من ألا تسأل ما لم تشرك فيه، كان إذا خطبت البنت لا يقال لها شيء ولا يأخذ برأيها قبل بث الكبار في الأمر، فغالبا ما تطلب البنت في جلسات سريعة كهذه وزيارة عادية، أو حتى بحفلات العرس ولقاءات المختلفة من طهور، ومباركة مولود الى أخره من المناسبات التي تجتمع بها النسوة.

فيأخذ برأي الكبار إن كان رأي بالموافقة عرض الأمر على البنت و أن كان بالرفض لم تدري البنت خبر الأمر، لكن الفتيات كن إن رأينا من ضيوف شيئا مريبا يجلس لتصنت على نسوة، وفي مرات كن فتيات يتبادلن الأخبار بينهن.

لم تأبه سوده إلى ذلك وراحت تنهي أعمالها اليومية، عند الظهيرة بعد الغداء كان عليها التوجه إلى البستان رفقة والدها، لقد اعتادت العمل وباتت تضيق نفسها بالبيت إن لم تغدوا إليه،أما لآله مريم راحت تفكر في طريقة تخبر بها سوده عن زواجها من ابن الحاج عمار ، يعتبر الحاج عمار أحد أكثر أهل بلدة ثراء نظرا لامتلاكه لعدد كبيرة من إبل، فقد عرف عنه زياراته المتكررة من عمرة وحج إلى بيت الله، فعرف بين الجمع التقى والورع، وبات له بين ناس حضوه الحاج، فكني بها، وكان يهرع إليه في الرأي والمشورة.

للمزيد تابعونا على قصص قصيرة على مدونة Sand Rose Pen .


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الدشيشة الأكلة الصحراوية التقليدية المميزة لمنطقة ورقلة

لمحة عن كتاب-رواية ريح الجنوب- لعبد الحميد بن هدوقة

لمحة عن كتاب-رواية شيفرة بلال- للكاتب أحمد خيري العمري

لمحة عن كتاب-الروح المتحررة- للكاتب مايكل سينغر

لمحة عن كتاب-رواية منزل القردة-للكاتب جون فولرتون

لمحة عن كتاب-رواية صاحب الظل الطويل- للكاتبة جين ويبستر

راعي الإبل (الجزء الرابع)

راعي الإبل (الجزء الثاني)

قصة قصيرة-راعي إبل-