وسيكون عليك أن تكون ممتنا!!!!

  الأقارب تمازج غريب ومثير للحيرة كما هو مثير للدهشة، اجتماع كل ذلك الكم من أعمار المختلفة والشخصيات المتنوعة في مكان واحد، حيث تكون العائلة كبيرة يكون عليك أن تعيش أكثر اللحظات غرابة وطرافة في الحياة ، هنا عندما يلتقي الكل تكون ساحة للصراع للمنافسة للحب وللود أيضا، كما تكون أرضا خصبة للأحقاد والضغائن. تعرف العائلة على أنها تجمع دموي قبل أن يكون بمنطق آخر، كصداقة، أو الأخوة، أو أي شيء آخر، منها شخصيات تحب الظهور تكون على الواجهة تراه يخطف الأنظار ، ويستفرد بالحديث، يكون محط سخط لغيره طبعا خصوصا ذلك الهادئ المتعالي، الذي لا يحشر نفسه في حوار لا يتسم بالرقي وبتبادل عادل لأطراف الحديث، فيما يرى غيره أنه شخص ممل، بالمقارنة مع الشخصية الحاكمة، إلى أنه من أكثر أشخاص طيبة ومودة، وإطلاع وحكمة، يتسم البعض بكونه حياديا في كل شيء في أرائه في طبعه في لباسه وأكله حتى تتسم حياته بالحادية، لا ترى له انجازا سيئا ولا حتى ايجابيا ، يكون دائما موجودا والكل يشعر به لكنه لا يقدم الكثير لكنه شخص محبوب غالبا، على النقيض نجد ذلك النقدي الدائم التشكي ثرثار بطبعه، ومستبد برأيه، لا يمكنه إمساك لسانه عن غ...

راعي الإبل (الجزء الثاني)

 

راعي الإبل (الجزء الثاني)

راعي الإبل (الجزء الثاني)

يا لا حظه اليوم إنها هنا تسير أمامه عائدة إلى البلدة، ليس غريبا أن تسيير  بنت في طريق الحقول والبساتين بمفردها لكن سيبدو غريبا للناس أن تسيير وقد سار إلى جانبها رجل ما أو احد شباب البلدة، لكن عبدو  لم يكترث للأمر،  وراح يسرع الخطى ليسير قريبا منها لقد كانت تراوده فكرة مجنونة بأن يحدثها لكنه أحجم عن الأمر خشية أن يثير خوفها وهلعها، وربما تشتكيه إلى أبيها، فيغدو وغدا في نظر الجميع ولن ترحمه السنة ناس وهو راعي ابن راعي.

لكن ضجيج ابل جعلها تدرك قربه منها لذا أسرعت الخطى لتبتعد عنه، لم تكن سوده تأبه لما قد يقال عنها، لكن أيضا لم يكن ذلك يعني أن تعبث مع أي احد من شباب البلدة، ولا أن تسمح لأحدهم بالعبث معها، ولم يكن هو رغم رغبته الجامحة أن يعرضها للقيل والقال ، فأبطأ الخطى وتركها تختفي عن ناظريه.

خلال الليالي لم تكن سوده تغيب عن فكره أبدا وكان لزاما عليه إيجاد حل لشوقه إليها، لم تكن فكرة الزواج أمرا مستبعدا إنما فكرة إيجاد المرأة المناسبة، هو ما يأرق باله، وهل ترضى سوده محبوبته، ووالدها أن تكون لرجل مثله، لراعي إبل يمضي يومه في الصحاري يرعى إبل لا يملكها، ليعود أخر النهار وقد حمل بين يديه من مال ما لا يسد جوعه هو ووالديه و سوده، هو لا يعتقد أن الأمر بهذا اليسر ، لكن ولعه بها جعله يقدم على المخاطرة، ففاتح أمه بفكرة الزواج و حادثها بشأن سوده.

كانت أم مسودة لآله مريم، قد  أعدت القهوة، بعد أن رتبت كل شيء وقد أخبرتها عيشة أنها تنوي القدوم لزيارتها هذا اليوم، كانت عيشة قد فرحت أشد الفرح و قد سر ابنها لها برغبته في الزواج، وزاد سرورها بذلك عندما أدركت أن سوده هي العروس المنشودة، فلم تدخر الوقت للقاء لآله مريم وتفاتحها بالأمر، عرفت أم سوده بين النساء البلدة باسم لآله مريم، وذلك لانتمائها لعائلة عرف عنها العز و الدلال، وربما يبدو غريبا أنها زوجة هذا الفلاح، لكن والدها لمريم لم يكن رجلا متعاليا إنما اختار لابنته زوجا طيبا رغم فاقته، فعنى بها أيما عناية.

رحبت لآله مريم بعيشة أيما ترحاب فقد مضى وقت ليس بقصير على لقائهما آخر مرة، فراحتا تتبادلان السلام لوقت وهما تتساءلان عن حال كل منها، هكذا هو التحية والسلام بالبلدة الصغيرة ، جلست أخيرا عيشة على فراش ألقيا على الرمل بالفناء، ووضعت لآله مريم سينية القهوة ترحابا بضيفتها العزيزة، راحتا تتبادلان أطراف الحوار بين القيل والقال وسؤال عن حال فلان وفلانة، وعندما أوشك الكلام على اكتمال وبات أمد جلسة قد شارف على انتهائه، حدثت عيشة لآلة مريم عن رغبتها بخطبة سوده لابنها عبدو.

لم تقل لآله مريم شيئا غير رغبتها  بأخذ رأي سي جيلالي وترد عليها بالخبر يقين، فمضت عيشة إلى بيتها وهي كلها أمل بإسعاد ابنها، لم تكن لآله مريم قد راقها خطبة عيشة لابنتها، لكنها وككل نساء البلدة بارعات في درء مشاعرهن، ردت بكل لباقة ولطف على طلب عيشة، لم تكن لآله مريم لترضى لابنتها زوجا مثله،

للمزيد من القصص القصيرة تابعونا على مدونة Sand Rose Pen


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الدشيشة الأكلة الصحراوية التقليدية المميزة لمنطقة ورقلة

لمحة عن كتاب-رواية ريح الجنوب- لعبد الحميد بن هدوقة

لمحة عن كتاب-رواية شيفرة بلال- للكاتب أحمد خيري العمري

لمحة عن كتاب-الروح المتحررة- للكاتب مايكل سينغر

لمحة عن كتاب-رواية منزل القردة-للكاتب جون فولرتون

لمحة عن كتاب-رواية صاحب الظل الطويل- للكاتبة جين ويبستر

راعي الإبل (الجزء الرابع)

راعي الإبل (الجزء الثالث)

قصة قصيرة-راعي إبل-