راعي الإبل ( الجزء السابع)
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
راعي الإبل ( الجزء السابع)
سكن الألم في قلب سوده وهي التي تعلقت روحها به، لن تكون
بحاجة إلى التوسل للذهاب في أيام التي تغدوا زوجة لياسين، فعائلته تّذهب إلى
البستان بشكل دوري فتمضي اليوم كله هناك، لكن فكرة أنها لن تستمتع بالمكان بحرية،
وقد اجتمعت العائلة بأسرها، كانت هذه الأفكار لا تبرح عقلها، ربما ضنت لآله مريم أن
ابنتها قلقة بشأن الزواج، لكنها لم تكن
بالقدرة الكافية لتمنح عقلها وقلبها لياسين أكثر من انشغالها ببستان أبيها.
مازالت غضة ونقية لا تعرف إلى مشاعر سبيل، فتاة نقية
عاشت في كنف العزوف والكتمان، الكتمان الذي لم يعلمها يوما معنى الحب، أو اشتياق
حتى، فلم تغب عن ناظر والديها ولا مرة، لم تدرك حتى بسذاجتها التي خالطت الغباء في
نظر البعض، حتى أن نسوة أشرن إلى لآله مريم بأن تمنع ابنتها عن البستان فهي لا
تنظر إلى الحياة نظرة امرأة ناضجة، كانت هذه إحدى أخطائها التي أوقعت بعبدو في
شباك حبها .
غريب كيف للحياة أن تقسم أدوار بشكل غير عادل في ظاهره، كن
النسوة يكثرن من قيل والقال في خبر خطبة سوده لبيت الحاج عمار، ولم يغب عنهن
استصغار وتحقير استحقاق سوده لشاب مثل ياسين، كان أغلبهن ينطقن بدافع غيرتهن، ولكن
العجوز خيرة التي تسكن آخر بيوت البلدة ، لا يسكن خلف بيتها غير الرمال والخلاء
الذي يمتد إلى البعيد، في عمق الصحاري، التي لم يكن غير رعاة الإبل من يغصون إلى أعماقها.
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
تعليقات