وسيكون عليك أن تكون ممتنا!!!!

  الأقارب تمازج غريب ومثير للحيرة كما هو مثير للدهشة، اجتماع كل ذلك الكم من أعمار المختلفة والشخصيات المتنوعة في مكان واحد، حيث تكون العائلة كبيرة يكون عليك أن تعيش أكثر اللحظات غرابة وطرافة في الحياة ، هنا عندما يلتقي الكل تكون ساحة للصراع للمنافسة للحب وللود أيضا، كما تكون أرضا خصبة للأحقاد والضغائن. تعرف العائلة على أنها تجمع دموي قبل أن يكون بمنطق آخر، كصداقة، أو الأخوة، أو أي شيء آخر، منها شخصيات تحب الظهور تكون على الواجهة تراه يخطف الأنظار ، ويستفرد بالحديث، يكون محط سخط لغيره طبعا خصوصا ذلك الهادئ المتعالي، الذي لا يحشر نفسه في حوار لا يتسم بالرقي وبتبادل عادل لأطراف الحديث، فيما يرى غيره أنه شخص ممل، بالمقارنة مع الشخصية الحاكمة، إلى أنه من أكثر أشخاص طيبة ومودة، وإطلاع وحكمة، يتسم البعض بكونه حياديا في كل شيء في أرائه في طبعه في لباسه وأكله حتى تتسم حياته بالحادية، لا ترى له انجازا سيئا ولا حتى ايجابيا ، يكون دائما موجودا والكل يشعر به لكنه لا يقدم الكثير لكنه شخص محبوب غالبا، على النقيض نجد ذلك النقدي الدائم التشكي ثرثار بطبعه، ومستبد برأيه، لا يمكنه إمساك لسانه عن غ...

راعي الإبل ( الجزء السابع)

راعي الإبل ( الجزء السابع) 

راعي الإبل ( الجزء السابع)

سكن الألم في قلب سوده وهي التي تعلقت روحها به، لن تكون بحاجة إلى التوسل للذهاب في أيام التي تغدوا زوجة لياسين، فعائلته تّذهب إلى البستان بشكل دوري فتمضي اليوم كله هناك، لكن فكرة أنها لن تستمتع بالمكان بحرية، وقد اجتمعت العائلة بأسرها، كانت هذه الأفكار لا تبرح عقلها، ربما ضنت لآله مريم أن ابنتها قلقة بشأن الزواج،  لكنها لم تكن بالقدرة الكافية لتمنح عقلها وقلبها لياسين أكثر من انشغالها ببستان أبيها.

مازالت غضة ونقية لا تعرف إلى مشاعر سبيل، فتاة نقية عاشت في كنف العزوف والكتمان، الكتمان الذي لم يعلمها يوما معنى الحب، أو اشتياق حتى، فلم تغب عن ناظر والديها ولا مرة، لم تدرك حتى بسذاجتها التي خالطت الغباء في نظر البعض، حتى أن نسوة أشرن إلى لآله مريم بأن تمنع ابنتها عن البستان فهي لا تنظر إلى الحياة نظرة امرأة ناضجة، كانت هذه إحدى أخطائها التي أوقعت بعبدو في شباك حبها .

غريب كيف للحياة أن تقسم أدوار بشكل غير عادل في ظاهره، كن النسوة يكثرن من قيل والقال في خبر خطبة سوده لبيت الحاج عمار، ولم يغب عنهن استصغار وتحقير استحقاق سوده لشاب مثل ياسين، كان أغلبهن ينطقن بدافع غيرتهن، ولكن العجوز خيرة التي تسكن آخر بيوت البلدة ، لا يسكن خلف بيتها غير الرمال والخلاء الذي يمتد إلى البعيد، في عمق الصحاري، التي لم يكن غير رعاة الإبل من يغصون إلى أعماقها.

           رددت العجوز الطاعنة في سن، على مسمع النسوة أن سوده لم تخلق لشاب مثل ياسين، امرأة مثلها ستعيش شقية إن تم زواجها به، كانت العجوز دائما ما تصيب بكلماتها لب الحقيقة التي يغفل الناس عن رأيتها، لكنهم يملون إلى تبجيل العجوز، تماما عندما يصدق قولها، غير أن العجوز التي بات بصرها يغالطها  كانت تبصر ما وراء القلوب، وليس فقط ظلال البشر المحيطين بها، كن النسوة يجتمعن إليها يوميا فتدخل هذه وتغادر هذه، و كان بيتها عامر دائما لا يفرغ ألبتا.
لمزيد من القصص تابعونا على مدونة Sand Rose Pen.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الدشيشة الأكلة الصحراوية التقليدية المميزة لمنطقة ورقلة

لمحة عن كتاب-رواية ريح الجنوب- لعبد الحميد بن هدوقة

لمحة عن كتاب-رواية شيفرة بلال- للكاتب أحمد خيري العمري

لمحة عن كتاب-الروح المتحررة- للكاتب مايكل سينغر

لمحة عن كتاب-رواية منزل القردة-للكاتب جون فولرتون

لمحة عن كتاب-رواية صاحب الظل الطويل- للكاتبة جين ويبستر

راعي الإبل (الجزء الرابع)

راعي الإبل (الجزء الثالث)

راعي الإبل (الجزء الثاني)

قصة قصيرة-راعي إبل-