جازية
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
جازية
خلال الأيام القادمة لن
تكون فريدة امرأة كما كانت من قبل، بل امرأة اخذ منها الزمن كل شيء لكنه لم يمنحها
شيئا بالمقابل، لو أنها أدركت ها هل كانت ستغير نظرتها للعالم يا ترى؟
ولدت ذات صباح تماما مع
موعد الفجر فتاة جميلة بيضاء البشرة نقية وتشع كشمس الصباح، في ذلك المنزل المتواضع
أين تزوج والدها من أمها في هذا البيت الصغير، حيث يقيمان بعد أن انفصلا عن
العائلة الكبيرة.
لم تمضي السعادة بهذه
الطفلة الجميلة أكثر من هذا ولم يدم فرح أمها أكثر من أنها تخلصت من الحمل الذي
كان بأحشائها بعد سنين من انتظار، وخلال الساعات التالية كانت العائلة تجتمع على
اختيار اسم للفتاة الصغيرة، لم يكن لأحد الحق في اختيار اسم لها طبع غير الجدة،
وسميت جازية على اسم جدتها لأبيها.
خلال الأشهر التالية راحت
الفتاة تنهل من صدر أمها و لا تشبع، ربما أدركت بصفتها الملائكية أنها لن تبقى
طويلا في حجر أمها، وقد ثبت ذلك، فخلال الأيام التالية كانت أمها مطلقة من أبيها لأسباب
لم يصرح بها رغم أن الكل يعلمها.
فالبكر بنت و الأب لم يرضى
بأقل من صبي يزين فراشه الأول، اجل كان عليها أن تنجب صبيا هكذا بكل بساطة لما
اختارت هذه المرأة أن تنجب له بنتا، وكان الكل راضيا فالصمت كان خير دليل، لم
يتدخل احد في إرجاع المرأة إلى زوجها.
كما لم يتدخل احد يوم اختارتها أمه، وقد رئتها في احد حفلات العرس،
حيث تدق الطبول وتقف النساء لتتمايل على وقع أنغامها، فترى أمهات الرجال في سن
الزواج يتبادلنا النظرات والكثير من الأسئلة عن هذه وتلك، بالنهاية لا تخرج الأم إلا
وقد اختارت عروس ابنها، هذا إن لم تكن قد
حددت موعد الزفاف، مع أم الفتاة.
دخلت لهذا المنزل في يوم
ما عروس تملئها البهجة والسرور ، واليوم تغادره وكلها الخيبة والمذلة، عندما سكنت إلى
بيت أبيها كان عليها أن تترك ابنتها خارج الباب وإلا فلا مكان لها في بيت أبيها،
لا تقعد عنده مطلقة وأم لبنت، وهكذا وجدت الأم نفسها تحمل ابنتها بين ذراعيها
وتهدي بها إلى إحدى العجائز من قريباتها، لتربيها بدلا عنها، وتعود هي إلى بيت أبيها
تجر ذيول الخيبة والعجز .
لإكمال الجزء الثاني والأخير تابعونا على مدونة Sand Rose Pen.
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
تعليقات