قصة قصيرة-الجامع-
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
كانت الشمس تشرق كل صباح على صياح ديك الجيران، كانت
تململ في فراشها وتحاول أن تخلد إلى النوم
ولكن الواجبات التي تنتظرها كانت أقوى من إن تضل في فراشها، قامت من فراشها تحاول
جاهدة أن تطرد النوم عن جفنيها، أدت صلاة الصبح شبه نائمة وتضرعت بالدعاء والتوسل.
ارتدت حجابها وانطلقت نحو الجامع لتعرض لوحتها على طالب(
الشيخ الحافظ للقرآن يتولى تحفيظ الصبية)، كان الصبيان والفتيات بالقرية، يستيقظن
في الصباح الباكر بعد أذان الفجر، ويتجهون إلى الجامع لعرض ما حفظوه من آيات قرآنية
على الطالب.
وقد كانت هي
مثلها مثل قريناتها، تعثرت وهي في طريقها بشجيرات العقه التي كانت تنمو كثيرا في
هذا المكان، كانت التربة الجافة المشبعة بالمياه بالأسفل أرضا خصبة لهذا النوع من
الشجيرات كان السكان هنا يطلقون عليها اسم العقه ، كما كان ينمو نوع أخر يسمى
بالحذاية أو الحذاي وهي شجيرة صغيرة الحجم، ذات أشواك حادة وصغيرة وكانت تنتشر في
كل مكان.
كان الظلام حالكا وهي في طريقها إلى الجامع لكن الغريب أنها
لم تشعر يوما بالخوف منه، كان الظلام الذي يكسو الأشخاص مخيفا لها أكثر من ظلام
الصبح ، فكانت لا ترتعد أوصالها خوفا إلى إذا دار حوار عن شيء سيء يجول بالأرجاء ،
لذا كانت تنطلق وهي كلها ثقة بأن لا شيء قد يؤذيها.
عرضت لوحتها على الطالب بعد طول إنتظار في صف العراضة
راحت خلاله تردد لوحها لعلها لا تخطئ فيه عند إلقائه على الطالب، رغم أنها قد حفظت
لوحتها عن ظهر قلب، لكنها مدركة أنها ما تنفك تنساها مثل كل مرة، رغم ذلك كانت
تواصل قراءة القران وحفظه.
كانت تكره الجامع وحفظ القرآن لكن والدها كان يبرحها
ضربا لتذهب إلى المسجد رغما عنها، كما كان الطالب ينهال ضربا عليهم إذا لم يرددوا القرآن
بصوت عالي لحفظ لوحتهم، لقد كان هذا يثير فيها الخوف أكثر من الظلام الحالك الذي
كانت تنطلق فيه كل صباح.
مرت سنوات الطفولة و التمرد وباتت طوال سنوات نشأتها
تذهب إلى الجامع على فترات متقطعة بملء إرادتها، فكانت إذا حل العام الدراسي تقلع
عن الذهاب وذلك غالبا ما يعود إلى توقف الطالب عن التدريس، لكنها تذكر أخر مرة
كانت تتردد على الجامع بالسنوات أخيرة لدارستها بالثانوية ، حيث كانت تذهب كل صباح
إلى الجامع، ثم تعود لتنطلق إلى المدرسة
وتعود مساءا لتكون قد حفظت لوحتها في فترة الظهيرة عندما تتوقف الدراسة لتناول
الغداء.
يتكرر هذا كل يوم على مدى الخمسة أيام في الأسبوع، لقد
كان ذلك مرهقا، لكنه كان فعالا فقد ارتفعت علاماتها الدراسية خلال هذه الفترة، كانت
تحصل على معدلات جيدة خلالها، لكنها رغم كل هذا لم ترى يوما أن حياتها هذه كانت
صائبة لطالما ارتأت أن هناك خللا في حياتها شيء غير متوازن غير صحيح يجب تغييره.
لم تدري يوما أين الخلل بالضبط هل هي القرية والقرية
مكان صغير، الكل يريد أن يعرف ما تفعله و ما لا تفعله، الناس هنا منشغلون بي بعضهم
البعض الكل دون استثناء، أو في كونها تتنقل إلى البلدية لمزاولة دراستها كانت الحافلة
تأتي كل صباح لتقلهم إلى المدرسة التي تبعد بعض الكيلومترات وتعيدهم مساء.
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
تعليقات