لحظة انتظار
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
اليوم عندما جلست بمركز البريد الذي كان بناءا قديما لكنه حظي ببعض التحديثات حديثا، حيث يمكنك مشاهدة الفرق بكل بساطة تم تعليق شاشة بلازما تماما عند المدخل، ليبدو مكانا مواكبا للعصرنة والتطور الحاصل عبر العالم، في مثل هذه الأماكن التي تحظى بتواجد شعبي كثيف طوال ساعات العمل، يمكننك ملاحظة كميرا المراقبة المتواجدة عند كل شباك تقريبا، جلست بأحد المقاعد القديمة لقد كنت محظوظة للحصول عليه على العموم لا يوجد الكثير منها بالمكان والقليل منه قد مال نحو أسفل بفعل وزن الأشخاص وكثرتهم، رغم أن الجلوس في كل منهم كان يسبب لي الكثير من الألم لاحقا بجسدي لكن لبأس بالحصول على الأفضل من بينهما.
فتحت هاتفي الذي ابتعته وحملت عليه بعض الكتب الرقمية
تماما لهذا الغرض، حيث اجلس في مكان يحتاج مني إنفاق الكثير من الوقت للحصول على
مبتغى ما، وهذا حال اغلب الأماكن التي امضي إليها، بات لزاما علي عندما أدركت في
وقت ما من حياتي أنني اخسر الكثير مما يشكل يسمى عمري، حينها كان على استغلاله بأفضل
من هذا، تمضي الدقائق والساعات تتحول إلى أيام هكذا عبثا، وسنوات من الانتظار حتى أنني
فكرت في كتابة سيرة حياتي وسيكون العنوان المناسب لها هو انتظار.
رحت اقرأ كتابا كنت قد بدأته منذ أيام، قلق السعي إلى
المكانة، شغلت ساعات الانتظار وأنا أقرائه حتى إنني أنهيته حينها، منذ دخلت البريد
كانت هناك امرأة مثلي تماما ضلت تنتظر حتى الدقائق الأخيرة،رغم أنها مريضة وكانت
بحاجة إلى المال لتمضي إلى الطبيب، لم أدرك الأمر بادئ لكنها أخبرتني بذلك عندما
لم يتبقى على إغلاق المكان غير ساعة، قمت مرتين وأنا أهم بمغادرة المكان بعد أن
ضقت ضرعا بالانتظار لكنني أحجمت عن الأمر، كان الأمر رغم ما انطوى عليه من يأس
ونحن ننتظر أن يتم جلب مال ويوزع على الكل حسب أرقامنا ، لكن الأمر لم يحصل، ساعات
من الانتظار مضت ونحن نضحك بكل مرح ينطوي على الكثير من البأس ويأس، على كل وافد
جديد، كان البعض منهم لهم ترتيب بعيد جدا مثل 150 و 143 ..الخ أما أنا فقد كنت في
الترتيب 35 ورفيقتي التي عرفتها هناك بترتيب 22، كان لدينا أمل بالحصول على المال
لمجرد قدومه فترتيبنا ليس بالبعيد، لذا دفعنا هذا إلى انتظار بكل أمل.
ربما أنا انتظرت لأنني كنت قد فكرت في أمر مسبقا، لكن
رفيقتي انتظرت لأنها بحاجة ماسة إلى المال، كانت حامل وتعاني من بعض العلل، من
الغريب أن يكون الواحد منا مليء بالأسى فيلتقي من هو أكثر أسى وألما منه، شعرت
عندما أخبرتني أنني لست بحاجة إلى المال يمكنني العودة إلى المنزل واكل واشرب ونام
دون أن احتاج إلى المال، الحياة غريبة فعلا، لكن كما يقال بالعامية " الصابر ينال" عندما لم يتبقى احد على الدقائق الأخيرة
لغلق المركز نادت علي رفيقتي عاملة الشباك وسحبت المال الذي تحتاج إليه، من بعدها سألتها
أنا إن كان بإمكاني الحصول على المال، لحسني حظي قالت إن مال موجود ويمكنني أن
اسحب تماما القدر الذي كنت أريده، غادرت المركز وأنا اشعر بالذهول غريب أشياء
بسيطة باتت تلقي في قلوبنا الفرح وأمل رغم أنها عادية جدا وضمن متطلباتنا اليومية الأساسية،
ودعت رفيقتي التي أمضينا وقتا معا بالضحك على آخرين من بينهم أنفسنا... !!!
للمزيد
من القصص القصيرة تابعونا على مدونة Sand Rose
Pen.
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
تعليقات