وسيكون عليك أن تكون ممتنا!!!!

  الأقارب تمازج غريب ومثير للحيرة كما هو مثير للدهشة، اجتماع كل ذلك الكم من أعمار المختلفة والشخصيات المتنوعة في مكان واحد، حيث تكون العائلة كبيرة يكون عليك أن تعيش أكثر اللحظات غرابة وطرافة في الحياة ، هنا عندما يلتقي الكل تكون ساحة للصراع للمنافسة للحب وللود أيضا، كما تكون أرضا خصبة للأحقاد والضغائن. تعرف العائلة على أنها تجمع دموي قبل أن يكون بمنطق آخر، كصداقة، أو الأخوة، أو أي شيء آخر، منها شخصيات تحب الظهور تكون على الواجهة تراه يخطف الأنظار ، ويستفرد بالحديث، يكون محط سخط لغيره طبعا خصوصا ذلك الهادئ المتعالي، الذي لا يحشر نفسه في حوار لا يتسم بالرقي وبتبادل عادل لأطراف الحديث، فيما يرى غيره أنه شخص ممل، بالمقارنة مع الشخصية الحاكمة، إلى أنه من أكثر أشخاص طيبة ومودة، وإطلاع وحكمة، يتسم البعض بكونه حياديا في كل شيء في أرائه في طبعه في لباسه وأكله حتى تتسم حياته بالحادية، لا ترى له انجازا سيئا ولا حتى ايجابيا ، يكون دائما موجودا والكل يشعر به لكنه لا يقدم الكثير لكنه شخص محبوب غالبا، على النقيض نجد ذلك النقدي الدائم التشكي ثرثار بطبعه، ومستبد برأيه، لا يمكنه إمساك لسانه عن غ...

لحظة انتظار

        اليوم عندما جلست بمركز البريد الذي كان بناءا قديما لكنه حظي ببعض التحديثات حديثا، حيث يمكنك مشاهدة الفرق بكل بساطة تم تعليق شاشة بلازما تماما عند المدخل، ليبدو مكانا مواكبا للعصرنة والتطور الحاصل عبر العالم، في مثل هذه الأماكن التي تحظى بتواجد شعبي كثيف طوال ساعات العمل، يمكننك ملاحظة كميرا المراقبة المتواجدة عند كل شباك تقريبا، جلست بأحد المقاعد القديمة لقد كنت محظوظة للحصول عليه على العموم لا يوجد الكثير منها بالمكان والقليل منه قد مال نحو أسفل بفعل وزن الأشخاص وكثرتهم، رغم أن الجلوس في كل منهم كان يسبب لي الكثير من الألم لاحقا بجسدي لكن لبأس بالحصول على الأفضل من بينهما.

فتحت هاتفي الذي ابتعته وحملت عليه بعض الكتب الرقمية تماما لهذا الغرض، حيث اجلس في مكان يحتاج مني إنفاق الكثير من الوقت للحصول على مبتغى ما، وهذا حال اغلب الأماكن التي امضي إليها، بات لزاما علي عندما أدركت في وقت ما من حياتي أنني اخسر الكثير مما يشكل يسمى عمري، حينها كان على استغلاله بأفضل من هذا، تمضي الدقائق والساعات تتحول إلى أيام هكذا عبثا، وسنوات من الانتظار حتى أنني فكرت في كتابة سيرة حياتي وسيكون العنوان المناسب لها هو انتظار.

رحت اقرأ كتابا كنت قد بدأته منذ أيام، قلق السعي إلى المكانة، شغلت ساعات الانتظار وأنا أقرائه حتى إنني أنهيته حينها، منذ دخلت البريد كانت هناك امرأة مثلي تماما ضلت تنتظر حتى الدقائق الأخيرة،رغم أنها مريضة وكانت بحاجة إلى المال لتمضي إلى الطبيب، لم أدرك الأمر بادئ لكنها أخبرتني بذلك عندما لم يتبقى على إغلاق المكان غير ساعة، قمت مرتين وأنا أهم بمغادرة المكان بعد أن ضقت ضرعا بالانتظار لكنني أحجمت عن الأمر، كان الأمر رغم ما انطوى عليه من يأس ونحن ننتظر أن يتم جلب مال ويوزع على الكل حسب أرقامنا ، لكن الأمر لم يحصل، ساعات من الانتظار مضت ونحن نضحك بكل مرح ينطوي على الكثير من البأس ويأس، على كل وافد جديد، كان البعض منهم لهم ترتيب بعيد جدا مثل 150 و 143 ..الخ أما أنا فقد كنت في الترتيب 35 ورفيقتي التي عرفتها هناك بترتيب 22، كان لدينا أمل بالحصول على المال لمجرد قدومه فترتيبنا ليس بالبعيد، لذا دفعنا هذا إلى انتظار بكل أمل.

ربما أنا انتظرت لأنني كنت قد فكرت في أمر مسبقا، لكن رفيقتي انتظرت لأنها بحاجة ماسة إلى المال، كانت حامل وتعاني من بعض العلل، من الغريب أن يكون الواحد منا مليء بالأسى فيلتقي من هو أكثر أسى وألما منه، شعرت عندما أخبرتني أنني لست بحاجة إلى المال يمكنني العودة إلى المنزل واكل واشرب ونام دون أن احتاج إلى المال، الحياة غريبة فعلا، لكن كما يقال بالعامية " الصابر  ينال" عندما لم يتبقى احد على الدقائق الأخيرة لغلق المركز نادت علي رفيقتي عاملة الشباك وسحبت المال الذي تحتاج إليه، من بعدها سألتها أنا إن كان بإمكاني الحصول على المال، لحسني حظي قالت إن مال موجود ويمكنني أن اسحب تماما القدر الذي كنت أريده، غادرت المركز وأنا اشعر بالذهول غريب أشياء بسيطة باتت تلقي في قلوبنا الفرح وأمل رغم أنها عادية جدا وضمن متطلباتنا اليومية الأساسية، ودعت رفيقتي التي أمضينا وقتا معا بالضحك على آخرين من بينهم أنفسنا... !!!

للمزيد من القصص القصيرة تابعونا على مدونة Sand Rose Pen.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الدشيشة الأكلة الصحراوية التقليدية المميزة لمنطقة ورقلة

لمحة عن كتاب-رواية ريح الجنوب- لعبد الحميد بن هدوقة

لمحة عن كتاب-رواية شيفرة بلال- للكاتب أحمد خيري العمري

لمحة عن كتاب-الروح المتحررة- للكاتب مايكل سينغر

لمحة عن كتاب-رواية منزل القردة-للكاتب جون فولرتون

لمحة عن كتاب-رواية صاحب الظل الطويل- للكاتبة جين ويبستر

راعي الإبل (الجزء الرابع)

راعي الإبل (الجزء الثالث)

راعي الإبل (الجزء الثاني)

قصة قصيرة-راعي إبل-